بقلم: الأديبة الكبيرة : رجاء حسين
ونظرتُ في وجه القمر علِّي أراك
لما سمعتُ لهمسةٍ باحَت بها شفتاك
ومددتُ يدَّ الشوقِ لكن باعدتني يداك
ومددت خطوي علّني أقصص خطا مسراك
لكنَّ بُعدَك شاقني لم أدرِ سرَّ جفاك
——————–
وغفوتُ في كفِّ القمر أرنو مساك
فسمعتُ همسًا دائرًا في غفوتي
بين النجومِ وبين صوتِ صداك
ما كنتَ تعلمُ يا ملاكي أنَّني
تغضب نجومي إن شكوتُ أساك
ذرفَتْ عيونُ القلبِ دمعًا عندما
لمحَتْني في كفِّ القمر عيناك
ومنعتُ دمعًا حائرا في مقلتي
لما احتوت وجهَ القمر كفَّاك
…….
سكتَ اللسانُ عن الكلامِ هنيهة
وتحدثَ الدمعُ الذي جادَت به عيناك
هيا دموعي أخبريه بما جرى
هلا سمعتَ بحرفِ صمتٍ باك
جف المدادُ وأفصحَتْ في صمتِها
هذي دموعُ الشوقِ حين رُؤاك
——————–
وسمعتُ صوتًا هاتفًا قد جاءني
ليبوحَ لي سرًا بما أبكاك
ناديتُ روحي أن تعالَي واسمعي
يا ويحَ روحي حلقت بسماك
يا طفلَ شوقٍ أنجبتْه قصائدي
وأضاءَ قلبي من سنا رؤياك
إنْ ضاعَ دربي في الهوى لوجدتني
قد تهتُ إلا عن طريقِ هواك
—————-
قد كانَ حلمًا في سماءِ غيومِنا
ما ضرنا لو لامس الأفلاكا
يا طيرَ قد هاضَ الزمانُ جناحَه
منْ ياترى بالسهمِ قد أرداك
وأزاحَه الإعصارُ عن أفنانِه
أمْ أنّ هذا ماجنته يداك
كفكف دموعك وانتظر شمسَ الهوى
تُشرق وتدفئ بالفرح دنياك